أميركية تكشف كيف تم تهريبها من باريس إلى لندن للاستغلال الجنسي وتوجه تهمة جديدة لـ محمد الفايد

روت سيدة أميركية للسلطات الفرنسية تفاصيل مروعة عن نقلها قسرًا من باريس إلى لندن بناءً على أوامر محمد الفايد ليتم الاعتداء عليها جنسيًا، حيث أدت شهادة بيلهام سبونج، القادمة من ولاية كارولينا الجنوبية، إلى إطلاق تحقيق رسمي من النيابة الفرنسية حول اتهامات بالاتجار بالبشر مرتبطة بالملياردير الراحل الذي غادر الحياة قبل عامين.

قدمت سبونج، في الأربعين من عمرها، أدلة جديدة هذا الأسبوع في العاصمة الفرنسية، تحدثت فيها عن قبلة بالإكراه من الفايد وعرض مالي قدره 65 ألف يورو سنويًا مقابل علاقة حميمة، حيث كشفت سابقًا لصحيفة "ذا تايمز" أنها خضعت لفحص طبي نسائي في لندن بعد تواصل وكالة توظيف فرنسية معها لمنصب مساعدة شخصية، دون الكشف عن هوية صاحب العمل.

أثارت روايتها اهتمامًا متزايدًا بفندق ريتز في باريس، حيث يُزعم وقوع عمليات نقل الفتيات داخل المنشأة الفاخرة التي تتجاوز تكلفة جناحها 40 ألف يورو لليلة واحدة، في حين أوضحت محاميتها آن كلير لو جون أن التحقيق انطلق بعد رسالة من سبونج إلى المدعين العامين هذا الصيف، مع نية رفع دعوى جنائية قريبًا.

يسعى المحققون لكشف وجود شركاء محليين للفايد في فرنسا، خاصة داخل فندق ريتز وأماكن أخرى مرتبطة به، كما أشارت المحامية إلى ضرورة التحقق مما إذا كان مساعدو الفايد أو موظفوه على دراية بما يحدث في لندن، وهل كان هناك اتفاق ضمني معه.

كذلك أكدت أن هناك تساؤلات موجهة للأفراد والمؤسسة معًا حول دورها في تسهيل توظيف الشابات وترحيلهن إلى بريطانيا، وأعربت سبونج عن عزمها على إلقاء الضوء الكامل على هذه القضايا.

وفي السياق ذاته، لم يصدر فندق ريتز أي تعليق على استفسارات بشأن تورطه في الأحداث، ولكن أعدت مجموعة هارودز برنامج تعويضات للمتضررين المحتملين من تصرفات الفايد، بينما لم يتبع ريتز الخطوة نفسها.

وبالفعل يتم فحص نشاط الفايد أيضًا في فيلا وندسور على أطراف باريس، التي كانت مقر إقامة الدوق إدوارد الثامن وزوجته واليس سيمبسون سابقًا، حيث أعلن ممثلو النيابة في باريس عن تعاونهم مع شرطة لندن التي تبحث عن من ساعد الفايد أو مكّنه من جرائمه، وفق بيان صادر في أغسطس.

تواصل أكثر من 146 شخصًا مع فريق التحقيق في العاصمة البريطانية، بينما تخضع شرطة لندن لمراجعة من مكتب سلوك الشرطة المستقل بسبب اتهامات بإهمال شكاوى سابقة عن الفايد قبل وفاته عام 2023.

يُعتقد أن الفايد كان يختار ضحاياه من داخل متجر هارودز، مفضلًا الإنجليزيات الشقراوات الطويلات النحيلات الجميلات، ويذكر أن روت سبونج في حوار سابق مع "التايمز" أنها انتقلت إلى باريس في سن 23 بحثًا عن عمل، فتواصلت معها وكالة توظيف عام 2008 بعرض منصب تنفيذي.

حصلت على أموال وتذكرة قطار يوروستار إلى لندن مع إقامة أسبوع تجريبي في منزل الفايد ببارك لين، دون معرفة هويته مسبقًا، كما تلقت رسالة إلكترونية تفيد بتغيير حياتها جذريًا مع الراتب، واكتشفت في لندن إصابة بكتيرية أثناء الفحص الطبي، ثم استُدعيت إلى مكتب الفايد الذي سألها عن علاجها.

وهنا عبرت عن رعبها، معتقدة أن العدوى حالت دون اعتداء أسوأ، حيث عرض عليها الفايد منصب مساعدة شخصية مع إمكانية دراسة إدارة أعمال مقابل علاقة جنسية، كما أكدت لصحيفة "لو باريزيان" أن العرض المالي السنوي 65 ألف يورو كان مشروطًا بأدوار تتجاوز المهام الإدارية.