وسيم الأسد يعترف بجرائمه في فيديو رسمي: من ”إمبراطور المخدرات” إلى المتهم أمام القضاء السوري
أصدرت وزارة العدل السورية شريط فيديو يظهر فيه وسيم الأسد، ابن عم الرئيس السابق بشار الأسد، وهو يدلي باعترافات خطيرة أمام قاضي التحقيق.
حيث ظهر من خلاله وهو يتحدث فيه بوضوح عن دوره في إنشاء مجموعات مسلحة غير نظامية لقمع المتظاهرين إبان الثورة السورية، وعن تعاونه المباشر مع الفرقة الرابعة في الجيش لتأسيس وحدات موالية تقاتل إلى جانب النظام السابق.
انتشر المقطع بسرعة كبيرة بين السوريين، وأشعل موجة واسعة من ردود الفعل، فبعض المشاهدين رأوا في نشر الاعترافات خطوة مهمة نحو العدالة.
بينما استغرب آخرون محاولة وسيم الأسد تصوير نفسه كشخص مطيع وخاضع، بعد أن كان يتباهى سابقاً بتهديد المحتجين بأقسى العبارات، مثل قوله يوماً إن "الرصاصة أغلى من الثوار".
وهنا قرر قاضي التحقيق يوم الثلاثاء الماضي إحالة ملف وسيم الأسد إلى قاضي الإحالة استعداداً لبدء محاكمته الجنائية رسمياً.
ويواجه المتهم اتهامات ثقيلة تتعلق بتأسيس ميليشيات خارجة عن القانون، وبتمويلها، وبتنسيق عملها مع ضباط كبار في الجيش السوري خلال عام 2012 تحديداً.
يُعرف وسيم الأسد بين السوريين بأنه كان أحد أبرز الشخصيات التي سيطرت على تجارة المخدرات في البلاد، وتحديداً تصنيع وتهريب حبوب الكبتاغون من سوريا إلى دول الجوار والخليج.
وكان يتمتع بنفوذ هائل في مناطق الساحل السوري، مستفيداً من قرابته المباشرة بعائلة الأسد الحاكمة سابقاً.
أكدت وزارة العدل أن نشر هذا التسجيل يأتي ضمن سياسة جديدة تهدف إلى ترسيخ الشفافية وإعلان كل خطوة في ملفات الفساد والجرائم الكبرى، حتى يطمئن المواطنون إلى أن القضاء أصبح يعمل باستقلال تام وبدون أي محاباة أو تمييز بين المتهمين.
تم توقيف وسيم الأسد فعلياً في يونيو الماضي على الحدود السورية اللبنانية أثناء محاولته الهرب، وصف بيان وزارة الداخلية حينها بأنه "أحد أكبر بارونات المخدرات في سوريا" وأنه متورط شخصياً في جرائم قتل وتنكيل وقعت خلال سنوات الحرب.
لا يزال السوريون يتابعون القضية باهتمام بالغ، فهي تُعتبر اختباراً حقيقياً لمدى جدية السلطات الجديدة في محاسبة رموز النظام السابق وكل من تسبب في معاناة الشعب على مدى سنوات طويلة.

