العقل المدبر للعمليات: من هو رائد سعد ويكيبيديا القائد العسكري الأبرز في كتائب القسام؟
يُعد رائد صبحي سعد، الملقب بـ"أبو معاذ"، شخصية قيادية هامة في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، حيث عمل لفترة طويلة بعيداً عن الإعلام، لكن دوره كان محورياً في القرارات الأمنية والعسكرية داخل الحركة، وكذلك في أولويات الاستخبارات الإسرائيلية التي صنفته كأحد أبرز المستهدفين، نظراً لكونه مسؤولاً رئيسياً عن التخطيط لعمليات كبرى ورئاسة قسم العمليات.
شهدت طفولة رائد سعد في حي الشجاعية بغزة عام 1972 أجواءً مليئة بالتوتر بسبب الصراع مع القوات الإسرائيلية، خاصة أثناء الانتفاضة الأولى عام 1987، مما أثر في تشكيل وعيه السياسي والديني منذ الصغر، ثم التحق بحركة حماس في مراحلها الأولى، مشاركاً في أنشطتها الدعوية والطلابية، ثم انتقل إلى الجانب العسكري مع إنشاء كتائب القسام.
وفي السياق ذاته، انطلقت رحلة رائد سعد العسكرية في التسعينيات، حيث شارك في الوحدات الأولى لكتائب القسام، وسرعان ما لفت الأنظار بفضل مهاراته في التنظيم والقيادة، مما جعله يحظى بثقة قادة مثل محمد الضيف، وتقدم في الرتب بوتيرة سريعة، فأصبح قائداً لفصيل ثم سرية، ولاحقاً قاد كتيبة الشجاعية التي تُعرف بقوتها القتالية.
ومع مرور الوقت، تولى رائد سعد قيادة لواء غزة، أحد أكبر التشكيلات في الكتائب، ثم وصل إلى أعلى المستويات بتعيينه رئيساً لدائرة العمليات، حيث أدار التخطيط والتنفيذ لكل النشاطات، بداية من التدريب والتسليح إلى قيادة الاشتباكات الهجومية والدفاعية.
كما لعب رائد سعد دوراً أساسياً في تعزيز الإمكانيات العسكرية لكتائب القسام خلال العقدين الأخيرين، وفي الوقت نفسه أشرف على صناعة الأسلحة المحلية، مثل الصواريخ بمديات متنوعة، وقذائف الهاون، والمتفجرات، والطائرات بدون طيار للاستطلاع والقتال، هذا بالإضافة إلى بناء شبكة الأنفاق التي أصبحت سمة مميزة لاستراتيجيات الحركة.
ويذكر أن ذكرت مصادر إسرائيلية أنه كان يُعتبر الرقم الرابع في الجناح العسكري لحماس، أو حتى نائباً لمحمد الضيف، مما يبرز مكانته الكبيرة داخل التنظيم.
كان اسم رائد سعد مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بإعداد عملية طوفان الأقصى التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، حيث يُرجح أنه ساهم في رسم الخطط الدقيقة للهجوم المفاجئ، بتنسيق بين الوحدات البرية والبحرية والجوية، وشارك في مجلس عسكري محدود ضم محمد الضيف ومروان عيسى ويحيى السنوار، وفقاً لمعلومات استخباراتية إسرائيلية.
وبسبب حساسية موقعه، تعرض رائد سعد لتهديدات مستمرة من الجانب الإسرائيلي، فنجا من عدة عمليات اغتيال واعتقال على مر السنين، مثل غارة على منزله عام 2014 خلال عملية الجرف الصامد، ومحاولتين أُجلتاً في اللحظات الأخيرة قبل الحادث الأخير، مما دفعه إلى الحذر الشديد والعمل في الخفاء، فأصبح شخصية نادرة الظهور.
في صباح يوم السبت 13 ديسمبر 2025، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف رائد سعد بغارة جوية من طائرة بدون طيار على سيارة جيب كان يركبها على طريق الرشيد غرب غزة، مما أسفر عن مقتله مع ثلاثة من مرافقيه، باستخدام أربعة صواريخ حسب بعض التقارير.
وهنا أكد بيان الجيش الإسرائيلي استهداف شخصية رئيسية في حماس بغزة، وصفه بأنه الرجل الثاني في الحركة ومسؤول التصنيع في كتائب القسام، مشيراً إلى إلغاء محاولتين سابقتين في الأسابيع الأخيرة، وأطلق على العملية اسم "العشاء الأخير".

