مصراوي 24
قمة أفريقية أسيوية.. موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025 النشامى إلى النهائي.. نتيجة مباراة السعودية ضد الأردن في كأس العرب 2025 والملخص والاهداف تحديث بطاقة التموين 2025 عبر منصة مصر الرقمية: دليل شامل للشروط والخطوات البسيطة ماريا كورينا ماتشادو: نظام الحكومة الحالي في فنزويلا يقترب من نهايته ونؤيد الضغوط الأمريكية بلا تحفظ الشناوي ولا شوبير ؟ حسام حسن يفاجئ الجميع بتشكيل مصر أمام نيجيريا قبل أمم أفريقيا الأسود تكتفي بثلاثية.. نتيجة مباراة المغرب ضد الإمارات اليوم في كأس العرب 2025 والأهداف والملخص مشعوذة تتلاعب بمخاوف النساء وتستولي على مجوهراتهن بملايين الدولارات في النمسا وألمانيا كيفية حل مشكلة تقطيع باقة قنوات OSN على نايل سات مجانًا بدون تشفير: الحقيقة الكاملة لا استثناءات.. لجنة الحكام تصدم ريال مدريد وفلورنتينو بيريز بهذا القرار! استمتع بالأغاني والمهرجانات.. تردد الباقة الشعبية: قناة التت ودلع بنات والمولد 2025 نايل سات بجودة عالية جاهز ؟ أخبار جديدة بشأن مشاركة أشرف حكيمي في كأس أمم أفريقيا بديل قناة ماجيستك: استقبل تردد قناة EXT أفلام الجديد على النايل سات بجودة فائقة
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الإثنين 15 ديسمبر 2025 10:16 مـ 25 جمادى آخر 1447 هـ

أحمد الخميسي يكتب: اللغة والاستدلال على المعنى

من ضمن ما كتبه شاعر المهجر اللبناني العظيم جبران خليل جبران ملاحظة قصيرة مهمة يقول فيها: " بين منطوق لم يقصد، ومقصود لم ينطق، يضيع الكثير من المحبة". وهذا ما نلاحظه في حياتنا اليومية لكننا لا نتوقف عنده ، فإذا قمنا بتعميم وتوسيع نطاق فكرة جبران، سنجد أنها تشتمل على الكثير من جوانب أحاديثنا وموضوعات تلك الأحاديث التي تتأرجح في المخاطبة بين منطوق لم يقصد ومقصود لم ينطق. والمعروف أن دور اللغة الرئيسي نقل الأفكار والمشاعر، لكن كثيرا ما تقوم اللغة بدور آخر مختلف تماما حين تخفي المشاعر بدلا من توضيحها. وقد يلاحظ معظمنا أننا باللغة قد نقول ما نقصده، أو نقصد أبعد مما نقوله، أو نقول شيئا ونحن نعنى شيئا آخر، بل وقد نقصد عكس ما نقول! وعلى سبيل المثال فإن العبارة المصرية الشهيرة : " سكة السلامة يا حبيبي"، قد تعني أمنية طيبة، أو على العكس فإنها قد تضمر التهكم بمعنى :" اذهب الله لا يرجعك". وقد تحولت ملاحظة جبران بعد وفاته في ١٩٣١ إلى مفهوم فلسفي يسمى : " المعنى في الاستخدام" يدرس مقاصد المتكلم ونواياه التي قد لا تتطابق نهائيا مع كلمات الخطاب الحرفية. وقد بدأت تلك الدراسات على يد المفكر النمساوي البريطاني لودفيج فتجنشتين في كتابه " رسالة منطقية فلسفية" الصادر في 1921، وفيه يطرح الكاتب أن اللغة : " ليست نوعا من الخيال، لكنها ظاهرة مكانية وزمانية"، أي أن معنى الكلام مرتبط بالظروف والمكان والشخص الذي يدلي به، أو كما يقول الكاتب فان المعنى " في الاستخدام، وليس خارجه"، ومن ثم فإننا حسب الظروف قد نفهم كلمة : " أهلا وسهلا" على أنها ترحيب أو على العكس على أنها دلالة نفور. ولاحقا التقط هذا الخيط وقام بتطويره فيلسوف اللغة البريطاني بول جرايس الذي توفي 1988، وبدأ أبحاثه في ذلك المجال الفريد بعدة محاضرات في جامعة هارفارد 1967 عن : " مقاصد المتكلم ونواياه". وحسب بول جرايس فإن التخاطب لا يعتمد على معانى الكلمات المتعارف عليها، بل على كيفية استخدامها وتفسيرها في ضوء المكان والظروف والشخص الذي يتلفظ بها ونواياه. وهكذا طرح جرايس عدة مفاهيم جديدة تتقدمها فكرة التضمين الخطابي، والاستدلال على المعنى في اللغة. وبينما لم ينشر فتجنشتين سوى كتاب واحد في ذلك هو " رسالة منطقية فلسفية" ، فإن بول جرايس أغنى المكتبة بالعديد من الأبحاث التي فتحت أفقا جديدا للتعامل مع اللغة من زاوية جديدة بفضل مقالاته عن " المعنى" الذي نشر 1957، و" المنطق والمحادثة" وكتاب " دراسات في الكلمات" الصادر عام 1989 بعد وفاته، وبتلك الأبحاث أصبح الفارق بين المنطوق والمقصود علما قائما بذاته. جدير بالذكر أننا على أعتاب ذكرى رحيل بول جرايس الذي فارقنا في 28 أغسطس 1988 بعد أن أبحر طويلا في الفرق بين ما نقوله وما نقصده.