مصراوي 24
بكم البطاطس والطماطم في سوق العبور؟ أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 سعر السمك اليوم في سوق العبور.. البلطي والجمبري بكم اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 سعر اليورو مقابل الجنيه اليوم وأفضل سعر لبيع اليورو: الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 اعرف آخر تحديث لسعر الريال السعودي اليوم مقابل الجنيه في البنوك المصرية: الثلاثاء 16-12-2025 بكم كيلو الدجاج في السوق.. سعر الفراخ البيضاء اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 في بورصة الدواجن الرئيسية عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الثلاثاء 16-12-2025 في مصر الأخضر يستقر في البنوك.. سعر الدولار اليوم في مصر أمام الجنيه: الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 اكتشف أبرز الخدمات الرقمية الجديدة في السعودية خلال 2025: ثورة تقنية تغير حياتك اليومية ماذا قدم الدوري السعودي للمحترفين للاعبين الشباب؟ فرص ذهبية لبناء نجوم المستقبل كيف تؤثر قرارات الفائدة العالمية على القروض والأسعار في العالم العربي: التغييرات الكبرى بعد خفض الفيدرالي 2025 بعد تدهور صحتها والضرب المبرح: مطالبات فورية بالإفراج عن نرجس محمدي حائزة نوبل للسلام.. ولجنة نوبل تستنكر الاعتقال لن تصدق.. ما هو سبب طلاق حسام الحسيني ونانسي بيرو؟
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 09:01 صـ 26 جمادى آخر 1447 هـ

أحمد الخميسي يكتب: الصور التي لم نرها.. الأقوى في الذاكرة

من العجيب أن يؤدي اخفاء الشيء إلى سطوع صورته التي لم نبصرها، وأن تصبح تلك الصورة هي الأشد وضوحا وجلاء في الذاكرة، ومثال ذلك أنه عندما رسم ناجي العلي صورة " حنظلة" الشهيرة جعلنا لا نرى وجه الطفل الذي أدار ظهره للدنيا غاضبا معاتبا، وجعلنا لا نرى وجه الطفل، ومن ثم يطلق كل منا خياله في تصور عذاب الطفولة، وبذلك سطعت صورة حنظلة إلى الأبد بإخفاء ملامحه وليس بإظهارها. خطر لي ذلك مع حلول ذكرى اغتيال ناجي العلي في مثل هذا الشهر منذ 37 عاما وبرقت معه صورة حنظلة. وقد لا يتذكر الكثيرون مئات اللوحات التي رسمها ناجي لكن الوجه المخفي الذي لم نره يظل الأبقى في الذاكرة. الاخفاء وليس الإظهار هو ما لجأ اليه من قبل المخرج فيكتور فليمنج عندما حول في عام 1939رواية " ذهب مع الريح" إلى فيلم، وذلك في المشهد الذي تفجر فيه حزن " رت بتلر" زوج البطلة عند وفاة طفلته الوحيدة، فقد ارتأى المخرج أن أفضل وسيلة لإظهار أحزان الأب العميقة ليست بتصوير وجه الأب، لكن بإخفائه، وجعله في غرفة منعزلة فلا نراه، ومن ثم يطلق خيالنا في تصور ألمه وعذابه، وبذلك بقيت الصورة غير المرئية أقوى سطوعا في الذاكرة، وأشد تأثيرا من دموع تجرى أمام عينيك. ولنضرب مثالا آخر، فنحن عادة ما نتذكر الحروب بصورها القاسية، خاصة حرب الابادة التي تشن على غزة، نتذكر صور الأطفال الذين يحتضنون ويواسون بعضهم البعض، لكن حدث منذ أيام قليلة أن التقيت في مقهى شعبي بمدينة نصر بصديق مصري جاء وبصحبته شاب فلسطيني، نزح من غزة إلى القاهرة منذ شهور. وتطرق الحديث إلى بربرية الكيان، وصور الشهداء، وبطولة الأحياء، ولم يكن في كل هذا جديد بالنسبة لي، لكني توقفت بذهول حين قال لي الشاب بهدوء شديد : " تصور حضرتك انقضت ثلاثة أشهر وأنا أعيش في القاهرة، لم يعد موت يهددني، ولا قنابل، نعم.. لكن إذا حدث أن سمعت وأنا أعبر الشارع فرقعة موتوسيكل يعبر بالقرب مني فإنني أرتجف من دون وعي، ويخيل إلي أنني ما زلت في الحرب وأن تلك فرقعات القنابل التي تحصدنا، فأجدني بشكل تلقائي أنحني وأطوق بدني بيدي الاثنتين لأحمي نفسي من الموت". هكذا تطل من الحرب أقوى صورها، الصور التي لم تحدث في الحرب، لكن في السلام ! وتظهر حرب الابادة بقوة مع اخفاء الحرب وليس إظهارها. وبالرغم من نذالة الحرب ودناءة المجرمين، يظل وجه حنظلة المخفي يجوب العالم، بكل الألم الذي لم نره، وهو يحمل حقيبته متجها إلى المدرسة تحت القصف، يفتش في الدروب عن أمل، ويبقى وجهه الذي لم نره أشد سطوعا في الذاكرة والتاريخ وفي النصر القريب.