مصراوي 24
من هو نور الدين بن ذكري ويكيبيديا المرشح لتدريب الزمالك بعد يانيك فيريرا؟ مواجهة نارية في الدوري الألماني.. كل ما ترغب بمعرفته عن مباراة بوروسيا دورتموند وأوغسبورغ خاص للصباح العربي| إقالة يانيك فيريرا رسميًا خلال الساعات القادمة وموسيماني البديل بنسبة 90% كيفية إدخال شفرة قناة الجزائرية الأرضية على النايل سات خطوة بخطوة لمشاهدة مجانية الاتفاق يصطدم بالحزم اليوم في الجولة السابعة من مواجهات الدوري السعودي 2025 ميعاد افتتاح المتحف المصري الكبير” الرسمي.. دليل شامل بمواعيد الحفل والتغطية التلفزيونية وأسعار التذاكر استغلوا الذكاء الاصطناعي: خطوات تحويل صورتك بالزي الفرعوني مجاناً للمشاركة في تريند افتتاح المتحف المصري الكبير ما هو دعاء البرق والرعد المستجاب؟ الدعاء الذي يقال عند سماع البرق والرعد صيغة دعاء استفتاح الصلاة وحكمه مكتوب كامل بخط كبير تفسير رؤية الميت في المنام وهو حي ولا يتكلم للمتزوجة لابن سيرين تفسير حلم خطوبة للعزباء من شخص مجهول في المنام لا تعرفه لابن سيرين تفسير حلم نزول المطر للمتزوجة والحامل في المنام بغزارة عند ابن سيرين
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
السبت 1 نوفمبر 2025 04:05 صـ 11 جمادى أول 1447 هـ

أحمد الخميسي يكتب: رسائل العشق ولغة الغرام

يمكنك إذا أردت العودة لتاريخ مصر عام 1930 أن تجد الكثير من الوثائق الاقتصادية والتاريخية والحربية التي تعكس بشكل أو بآخر جانبا من التاريخ، وبوسعك أن تعرف بسهولة أن أزمة الكساد المالي العالمية أدت إلى إفلاس نحو خمسمئة بنك في مصر، هذه الجوانب من التاريخ متاحة، ومرصودة، وموثقة، ولكنك لن تجد شيئا أي شيء إذا أردت أن تتعرف على طبيعة العلاقات الغرامية في ذلك الوقت، لن تجد سوى اللغة التي كان المغرمون يكتبون بها لبعضهم البعض. فقط لغة تلك الرسائل وحدها تكشف لك عن الجانب الذي لا يسجله أحد، أي عن طبيعة علاقة الحب بين الرجل والمرأة، وتطور تلك العلاقات، والقيود التي كبلتها. لغة رسائل العشق من تلك السنوات، أي منذ مئة عام تقريبا، تكشف بوضوح قاطع مدى التطور والاختلاف في نظرة الرجل للمرأة، في مخاطبته إياها، في تعبيره عن حبه لها، فتصبح رسائل الغرام مقياس حرارة لتاريخ العاطفة. وانظر رسالة العشق هذه التي يعود تاريخها إلى عام 1934، وفيها يكتب محمد إلى حبيبته فاطمة : " حبيبتي الوحيدة الآنسة فاطمة.. أبلغك أنني بيد السرور تشرفت واستلمت كتابك الكريم ورسولك الصادق الأمين فأكبرته حين قرأته.. الوفاء كل الوفاء .. هذا ما طالعته من وجهك الوضاء ، وبعد هذا سترين الوفاء يعم فتسير السفينة بحمولتها تمخر عباب البحر". تقرأ الرسالة ولا تدري هل تأسى أم تضحك أم تتعجب من القيود التي كبلت العاشق المسكين؟ أو أنها كانت لغة ذلك العصر وهذا الأقرب للحقيقة، وفي كل الأحوال فإنها مؤشر لحرارة العلاقات الغرامية، ومؤشر إلى نظرة التقديس التي كان الرجل يحيط بها المرأة على الرغم من تشبثه بتفوقه على المرأة. اختفت تلك اللغة تماما، والأصح أن نقول اختفت تلك العاطفة، فلم يعد ممكنا الآن أن تخاطب فتاة تحبها بقولك: " استلمت بيد السرور كتابك الكريم". القضية الرئيسية هنا أن اللغة وتحديدا لغة العشاق تكشف المدى الشاسع الذي يفصلنا عن ذلك الزمن، بحكاياته وعشاقه. وما زلت أذكر إلى الآن أننا في الستينيات كنا نشترى كتيبا صغيرا اسمه " الرسائل الغرامية " لنقتبس منه عندما نكتب إلى الحبيبة، وكانت بعض الرسائل تبدأ بعبارة مثل : " أكتب لك على الورقة البيضاء علامة الحب والصفاء "، أو : " أكتب لك على الورقة البنية دليلا على صفاء النية"، ثم اختفى ذلك الكتيب الصغير شيئا فشيئا، وصرنا نقول للبنت ببساطة : " أنا معجب بك جدا"، و: " أنا أحبك"، من دون " استلمت بيد السرور كتابكم الكريم". في كل الأحوال لا شيء يكشف عن تاريخ حرارة وتقدم وتدهور العلاقات الغرامية سوى اللغة، اللغة وحدها هي التي يظهر فيها تاريخ العاطفة عندما نقارن بين لغتنا الآن ولغة العشاق منذ مئة عام.

موضوعات متعلقة