بعد عودته إلى المشهد السوري.. من هو مناف طلاس ويكيبيديا؟

عاد اسم العميد المنشق مناف طلاس إلى دائرة الاهتمام بعد إعلان مشاركته في محاضرة تقام في فرنسا بتاريخ 13 أيلول/سبتمبر الجاري، تحت عنوان يناقش مستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد والتحديات التي تفرضها المرحلة الانتقالية، وذلك وسط حضور بارز لدبلوماسيين ومسؤولين أوروبيين معنيين بالملف السوري.

أثار الإعلان جدلاً واسعًا بين مؤيدين يرون في طلاس شخصية قادرة على المساهمة في صياغة مرحلة ما بعد الأسد، ومعارضين يرفضون إشراكه في أي تسوية سياسية، الأمر الذي فتح الباب أمام تساؤلات عدة حول مغزى ظهوره بعد أقل من عام على انهيار النظام.

يحاول طلاس أن يعيد تقديم نفسه كفاعل سياسي من خارج الأطر العسكرية، متبنياً خطابًا يقوم على الانتقال السياسي والحلول الفكرية والإعلامية، في محاولة لاستقطاب شرائح من المعارضة في الخارج، إلى جانب اهتمام بعض القوى الدولية التي تراقب المشهد السوري عن قرب.

ويرى متابعون أن هذا الظهور يمثل محاولة لإثبات حضوره وإرسال إشارات مزدوجة للنظام والمعارضة بأن البدائل قائمة، وأن شخصيات منشقة يمكن أن تعود إلى المسرح السياسي لتلعب دورًا في ترتيبات الداخل السوري.

كما يعكس تحرك طلاس رغبة بعض الأطراف السورية في المنفى بوجود شخصيات معتدلة يمكن أن تشكل نقطة وسطية بين مواقف متباينة، بينما يعتبره آخرون ورقة سياسية بيد جهات خارجية تستخدمه لتعدد واجهات المعارضة دون أن تملك تأثيرًا حقيقيًا على الأرض.

تاريخيًا، برز مناف طلاس كأحد قيادات الحرس الجمهوري في عهد بشار الأسد قبل أن يعلن انشقاقه عام 2012، حيث غادر إلى تركيا ثم استقر في فرنسا بعيدًا عن الأضواء على مدى 15 عامًا، وهو نجل مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري الأسبق وصديق مقرب للرئيس الراحل حافظ الأسد.

ولد مناف طلاس عام 1964 في مدينة الرستن بمحافظة حمص، ويبلغ من العمر 61 عامًا، وتخرّج من الكلية الحربية في دمشق، لينضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي ويتدرج في المناصب العسكرية حتى رتبة عميد، وكان يقود اللواء 105 في الحرس الجمهوري، كما تزوج من ابنة عمه تلا خير طلاس.

اليوم يثير ظهوره من جديد أسئلة حاسمة حول نواياه، وهل يسعى للعودة إلى سوريا للعب دور قيادي في المرحلة المقبلة، أم يكتفي بالتحرك من الخارج في إطار سياسي وإعلامي؟ خصوصًا مع تداول تصريحات منسوبة إليه يؤكد فيها أنه يطمح لقيادة سوريا في المرحلة القادمة، وهو ما يضع اسمه في قلب النقاش حول مستقبل السلطة وتوازنات ما بعد الأسد.