مصراوي 24
اتحادي المبدعين والإعلاميين العرب يطلقان حوارا من الإمارات ضمن فعاليات قمة الأمم المتحدة لمجتمع المعلومات ”WSIS+20” استمع إلى الطرب الأصيل والجديد.. احصل على تردد قناة مزيكا الجديد 2025 للاستمتاع بأشهر الأغاني العربية والكليبات الحصرية تصرف طائش انتهى خلف القضبان! الكشف عن تفاصيل القبض على مواطن قاد مركبته بتهور وعرض حياة الآخرين للخطر في حائل مصدر محلي يكشف تفاصيل نقل وساطة قبلية لبنادق في قضية إعدام أمين باجاح في محافظة شبوة باليمن بصعوبة كبيرة.. نتيجة مباراة برشلونة ضد غوادالاخارا في كأس إسبانيا 2025 اليوم تردد قناة shahid أفلام على النايل سات لمتابعة أقوى الأفلام العربية مجانًا 24 ساعة عاااااجل.. تعليم المنطقة الشرقية تعلن تحويل الدراسة غدًا عن بعد عبر منصة مدرستي بسبب سوء الأحوال الجوية بعد انتشار فيديو صادم لها..من هي البلوجر زينة أحمد ويكيبيديا وسبب تغيرها المفاجئ قصة فيديو زينة أحمد التيك توكر من اللايف: الجدل الواسع حول الظهور الجريء الذي هز المنصات ”منافسة نارية” تعرف على مجموعات أمم أفريقيا 2026 وموعد انطلاق البطولة تحويل الدراسة غدًا.. قرار رسمي من وكالة تعليق الدراسة بالتعطيل الحضوري في عدد من المناطق بالمملكة بسبب سوء الأحوال الجوية شاهد قبل الحذف فيديو البلوجر زينة أحمد على تيك توك الذي تصدر السوشيال ميديا وأثار جدل واسع
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الأربعاء 17 ديسمبر 2025 06:56 صـ 27 جمادى آخر 1447 هـ

أحمد الخميسي يكتب: ادوار الخراط .. أنت معنا

تحل في الأول من ديسمبر الذكرى السابعة لرحيل الأديب إدوار الخراط في عام 2015، وقد ربطتني به محبة وثيقة منذ أن قرأت مجموعته القصصية الأولى " حيطان عالية"، وكان قد كتب قصص المجموعة عام 1943، حين كان مازال ملتزما بالرؤية اليسارية بل وعضوا في منظمة يسارية، ولهذا رواحت قصصها ما بين الواقعية النقدية وما أسماه الخراط في ما بعد" الحساسية الجديدة". وبذلك الصدد يقول : " قمت في فجر شبابي المبكر بالعمل السياسي المباشر، العمل السياسي الثوري، المناهض للنظام الملكي القديم، واعتقلت سنتين أو أقل قليلا في أيام فاروق.. لكن بعد هذه التجربة..وجدت أن المجال الوحيد الحقيقي الذي أتصور أنني يمكن أن أفعل فيه شيئا..هو مجال الأدب، والإبداع الروائي بالذات". وتصادف أن علاقتي بالخراط انتقلت من مجرد الاعجاب بكاتب لا أعرفه شخصيا إلى صداقة قوية حين التحقت بالعمل في منظمة التضامن الآسيوي الإفريقي عام 1967، وكان يترأسها يوسف السباعي بينما كان الخراط ذراع السباعي اليمنى في المنظمة، والشخص الثاني فيها، فأخذ يدعوني إلى منزله في الزمالك، وكان يحضر من حين لآخر يحيي الطاهر عبد الله، الذي كان يكرر للخراط كثيرا أنه – أي يحيي- سيترك الأدب ويعمل سائق تاكسي! في ما بعد ضحك إدوار وقال لي:" ظننت أول الأمر أنه يتكلم جادا، فكنت أحاول مرة بعد الأخرى أن أثنيه عن ذلك، إلى أن انتبهت فجأة أنه غير جاد في ما يقول لكنه يبتزني عاطفيا لأقول له وأعيد عليه إنه كاتب موهوب لا يصح أن يهجر الأدب، وحينئذ رحت أقول له:" عندك حق يا يحيي..ماذا جنينا من الأدب؟ نعم فلتعمل سائق تاكسي! ساعتها أدرك يحيي أنني اكتشفت لعبته فكف عن ابتزازي عاطفيا"! وكنت أحب في ادوار الخراط وهو يحكي نظرة عينيه التي تدعي المكر لتخفي الطيبة والسماحة كلها، وكنت أرى أيضا كيف يهدر من عمره على الوظيفة فقلت له في بيته ذات مرة: " لماذا لا تبيع شقتك هذه الواقعة في الزمالك وتشتري شقة أخرى صغيرة في منطقة بعيدة وتعيش على المال الفائض من فرق السعر، تكتب وتبدع من دون وظيفة؟"، فابتسم قائلا:" لا استطيع أن أغير سكني، اعتدت على المكان". عام 1988 زار الخراط موسكو وكنت ما زلت أدرس هناك، ولم نفترق تقريبا خلال زيارته، وحين عاد إلى القاهرة بعث إلي بخطاب ما زلت أحتفظ به، يقول فيه:" القاهرة في 7 نوفمبر1988..

عزيزي أحمد.. لست أدري كيف أعبر عن شكري لك لعنايتك بي ولاحتفائك ولا عن إعزازي ومحبتي. أصبحت موسكو الآن مرتبطة بوجودك بل أصبحت أحبها لأنك موجود بها". نشر الخراط أكثر من خمسين كتابا ما بين التأليف والترجمة والنقد، وروج لفكرة "الحساسية الجديدة" في الأدب بعدة مقالات جمعها في كتابه"الحساسية الجديدة" عام 1993، وكانت ردا على الواقعية النقدية التي كان نجيب محفوظ وغيره يمثلونها، وكان يعني بتلك الحساسية الجديدة الطرق الفنية والرؤى التي تختلف عن الأدب الواقعي السابق، لكن المصطلح الذي استخدمه الخراط، ومن قبله د. لويس عوض ظل فضفاضا إلى حد كبير. ومع أن الكاتب الكبير كان دمثا للغاية ويبدو شديد التواضع، إلا أنه في داخله كان مشبعا بالاعتزاز بنفسه وبدوره، ويتضح ذلك من حديث له في البرنامج التلفزيوني" صباح الخير يا مصر" بعد فوز نجيب محفوظ بنوبل حين قال الخراط:" الوحيدان اللذان يستحقان نوبل هما أنا وأدونيس أما نجيب محفوظ فموهبته متوسطة"! يبقى العزيز الموهوب الكبير الراحل إدوار الخراط معنا، بكل ما تركه من روايات وبإخلاصه لرؤاه ، وتصوراته، وللأدب والفن، وبأحلامه التي حلقت عاليا في سماء الابداع.