مصراوي 24
كيفية مشاهدة مباراة الأهلي وإلتشي اليوم ضمن معسكر إسبانيا موعد مباراة الأهلي وإلتشي الإسباني اليوم ضمن معسكر الراقي القنوات الناقلة لمباراة فلامنجو ضد مينيرو اليوم مع الموعد والتشكيل في بطولة كأس البرازيل القنوات الناقلة لمباراة الأهلي ضد إلتشي الودية اليوم مع الموعد جمال عبدالحميد لـ”الصباح العربي”: الأهلي خسر مكانه لبيراميدز.. ومصطفى محمد لو مبقاش خليفتي مش هيخسر حاجة طارق رضوان لـ الصباح العربي: الزمالك يسير في الطريق الصحيح.. وجون إدوارد مكسب ولا يبحث عن ”الشو”.. وهذه رسالتي للإدارة والجماهير عاجل| القبض على أم مكة البلوجر .. ما علاقة مروة بنت حسني مبارك؟ نتيجة مباراة الزمالك وغزل المحلة: فوز الفارس الأبيض على زعيم الفلاحين بهدفين مقابل هدف وحيد أول تصريح من محمد عدلان بعد الانضمام ليد الزمالك: حققت حلمي وسأقاتل من أجل البطولات لمكافحة المعلومات المضللة.... منصة التيك توك تتيح ميزة Footnotes تارا عماد لـ الصباح العربي| مسلسل”كتالوج” علمني أواجه وجعي و”درويش” مغامرة خارج التوقعات نقابة السينمائيين تُعلن وفاة المنتج صلاح شميس في بيان رسمي وتحدد مكان العزاء
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
السبت 2 أغسطس 2025 04:50 مـ 8 صفر 1447 هـ

أحمد الخميسي يكتب: الذات.. الانسان.. الآخرون

لاشك أن وراء كل أنواع الأدب تلك الذات المتفردة التي تبرز فيها خصوصية الفكر والتلقي والتعبير فيصبح الأدب تفاعلا مثمرا بين الذات والعالم الموضوعي، لكننا حين نتحدث عن " الذاتية " في الأدب بمعنى انشغال الكاتب بنفسه وذاته بحيث يسود التعبير عن همومه ومشاعره وتطغى لحد الانفصال عن الواقع، فإننا نتكلم عن طريق مسدود لا يفضي بالكاتب أو الأدب إلى شيء. الكاتب المهووس بذاته، والذي يعتقد أن عالمه الذاتي اكتشاف أدبي ضخم يخسر موهبته حين يعتقد أن " الذات" حالة منفصلة عن الواقع وعن الطبيعة وعن الآخرين، ذلك أن كل إبداع ذاتي، علمي أو أدبي، هو قطرة يتجسد فيها عمل وحضور الآخرين. وحين يكتب الصحفي مقالا ويزهو به، فلابد أن يتذكر أن خلف ذلك المقال عمال مطابع، ومصانع ورق، ومصححا لغويا، وباعة صحف، وأيضا قراء وإلا ما كان للمقال حضور واقعي. وعندما يتباهى أحد الموسيقيين بأنهم يعزفون عملا له في الأوبرا، فلابد أن يتذكر أنه لخروج العمل إلى النور ثمت خمسون عازفا يخلقون نغماته بأعصابهم، وثمت مصانع تنتج لهم الآلات الموسيقية، وعمال مسرح، وجمهور، ويشارك كل أولئك في تحويل ما هو ذاتي إلى حقيقة موضوعية، وإلا لأصبح العمل في طي النوايا الطيبة والمخطوطات التي يخطفها النسيان. الذات الانسانية إذن، أيا كان تعريفها،" روحا"، أو " أنا " أو " نفسا" جزء لا ينفصم من جموع الانسانية، لا يمكن عزلها عما حولها أو النظر إليها بصفتها معلقة في فراغ. وحتى أجمل قصائد الحب – التي تبدو أمرا ذاتيا – كان لابد لها من عامل خارجي ليثيرها، معشوقة أو شريكة ولو حتى في الخيال. لم يكن الشاعر وحده، بمفرده، من يكتب. وعندما يغني فنان مطرب بحساسية بالغة تكون خلف حساسيته ذكريات بعيدة، غرام منكسر، أغنيات مهد. دائما ثمت طرف آخر في كل ذات، ولذلك رأى كارل يونج مؤسس علم النفس التحليلي أن الفنان أو الأديب يعبر عن حياة البشر النفسية من خلال " اللاوعي الجمعي" المتجذر فيه. وسنجد أن كل اختراع جديد يدهشنا به أحد العلماء ليس من اكتشافه وحده في واقع الأمر، ولم يتوصل إليه بمفرده، أو بذاته، إنما هو ثمرة جهود عشرات أو مئات العلماء الذين سبقوه ومهدوا له الطريق بالنظريات والمحاولات. لكل ذلك يمكن القول إن " الذات" المفردة هي نحن جميعا بطريقة خاصة، في ترتيب مختلف، ومن ثم فإن كل مبدع هو ثمرة خاصة على شجرة الانسانية، ترتوي منها، ولا يمكن عزلها عما حولها. وحتى عندما يعيش الانسان طويلا ويزهو بنفسه فلابد أن يتذكر أن وراء تلك الحياة الطويلة علماء اخترعوا الأدوية والأمصال، ومصانع تنتجها، وأنه ليس بذاته يحيا، ولا بذاته يكتب، إنه دائما قطرة من بحر، وومضة من كون. وهو حتى على المستوى الفيزيائي البدني لا يشكل ظاهرة منفردة، ففي بدنه توجد تقريبا كل عناصر الطبيعة المحيطة: الحديد الذي يمكن لو استخرجناه من كل بدن أن نشكل منه مسمارا قادرا على ثقب الحائط ، وعناصر أخرى، بل وحتى غبار النجوم في صميم الجسم البشري بنسبة تفوق تسعين بالمئة، وربما لذلك يمر علينا أحيانا بشر نكاد نقسم أن وجوههم منيرة وأرواحهم مشعة !