مصراوي 24
أغنية ”كتاب مفتوح”.. مصطفى كامل يطرح ثاني مفاجآت ألبومه الجديد اتهام رسمي يحذف أغنية ”أحبك” لحسين الجسمي من يوتيوب (تفاصيل) الصين تربك صفقة انتقال رونالدو وتُقلص حظوظ الأهلي في ضمه الأهلي يُنهي مشوار ميشيل يانكون ويكشف ملامح الجهاز الفني الجديد بقيادة ريبيرو استعدادات الأخضر.. رينارد يستدعي سالم النجدي لمعسكر منتخب السعودية استعدادًا لمواجهتي البحرين وأستراليا باريس سان جيرمان يقترب من خطف ميسي الجديد تحت أعين ريال مدريد عبد الصمد الزلزولي يلمع في نهائي المؤتمر الأوروبي ويشعل حسابات برشلونة المالية رسميًا.. الأهلي يُعلن التعاقد مع خوسيه ريبييرو لمدة عامين التفاصيل الكاملة بخصوص تعيين المعلمين بعد انتهاء اجتماع مجلس النواب اليوم تفاصيل جديدة في العلاقة بين نوال الدحوي وحفيدها أحمد قبل مقتله أسود الرافدين في معسكر مغلق.. موعد مباراة العراق والصين الودية والقنوات الناقلة اكتشاف جديد لا تعترف به الحكومة التركية.... استنشاق خلايا النحل فيه شفاء من الأمراض
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الإثنين 16 يونيو 2025 03:00 مـ 20 ذو الحجة 1446 هـ

أحمد الخميسي يكتب: القصة القصيرة في الحياة

لم أكتب ولا أكتب سوى القصة القصيرة، لهذا أسعدني أن أرى القصة القصيرة وقد استجمعت نفسها وشقت طريقها إلى شاشة التلفزيون في برنامج" أطياف"، الذي تقدمه الأديبة د. صفاء النجار وفيه استضافت الكاتب الناقد سيد الوكيل. أقول سعدت بذلك لأن شاشة التلفزيون تظل الأكثر تأثيرا في الوعي العام بوصولها إلى جمهور لا تصل إليه الصحف ولا الكتب. وقد فند الوكيل في حواره مع د. صفاء الكلام المرسل الذي شاع عن أننا في " زمن الرواية"، وهو كلام لا يعتمد على أية حقائق سوى الغياب النسبي للقصة القصيرة في الصحافة مقترنا بإهمالها من قبل وسائل الاعلام. وطرح الوكيل ضمن ما أثاره من قضايا مسألة " الأدب والأيديولوجية " في معرض حديثه عن تجربة " نصوص تسعين للنشر"، وقال إن جميع المشاركين في تجربة نشر " نصوص" كانت لديهم رغبة في خلق مسار جديد للأدب، لأن:" الأدب الذي بدأ من الخمسينيات مرورا بالستينيات والسبعينيات كان خاضعا لظروف سياسية وظروف أيديولوجية أكثر مما هو أدب إنساني واجتماعي عام ". ثم أشار مجددا إلى المعنى نفسه قائلا إن الأدب المؤدلج وعي نمطي يحبس الانسان داخل قوالب تعوقه عن التطور. وهنا يعاد طرح إحدى أكثر القضايا تعقدا، أعني مفهوم الايديولوجيا وعلاقته بالأدب. وبطبيعة الحال فإن الحوار التلفزيوني لا يسمح عادة بالاستطراد في قضايا ملتبسة وشديدة الخصوصية، ولذلك لم أفهم هل يتهم سيد الوكيل التجربة الأدبية قبل التسعينيات بأنها غلبت الأيديولوجية على ما هو إنساني واجتماعي في الأدب؟ وكيف يمكن النظر في هذه الحال إلى ابداع يوسف إدريس وبهاء طاهر وادوار الخراط ويحيي الطاهر عبد الله وابراهيم أصلان وغيرهم؟ في الوقت الذي تبين فيه تلك التجارب الأدبية أنها كانت بكل وضوح خاضعة لرؤى الأدباء الخاصة؟ أم أنه يقصد أن التزام معظم أولئك الكتاب بنظرة يسارية شوه ابداعهم الأدبي؟ وبعبارة أخرى فإن الأيديولوجيا أفسدت الأدب؟. هنا لا بأس من التنويه بأن مصطلح الأيديولوجية ذاته يعني فقط نسقا من الأفكار أو الوعي بشأن المجتمع والسلطة والفن، وقد يكون هذا النسق رجعيا أو تقدميا، وفي بعض الحالات يكون الفنان رجعيا في السياسة وتقدميا في الفن، والعكس أيضا أن يكون تقدميا سياسيا ومتخلفا فنيا. والمؤكد في كل الحالات أنه لا يوجد كاتب ولا أديب معلقا في الهواء من دون أيديولوجية، لأنها جماع تصوراته، وقناعاته، واستنتاجاته من الحياة، ولا يوجد حتى إنسان بسيط من دون أيديولوجية، ومن ثم فإنها ليست تهمة. ربما كان الوكيل يقصد بالأدب " المؤدلج " الأدب الدعائي الذي يتولى تجميل ما تقوم به السلطة وتصوير الواقع المتدهور على أنه صفحة ناصعة، وهنا نحن نتحدث عن الدعاية أو حتى النفاق بعيد الصلة بموضوع الأيديولوجيا في الأدب. وفي نهاية الأمر فلا يسعني بالطبع أن أتفق مع سيد الوكيل في أن أدب ما قبل التسعينيات كان:" خاضعا لظروف سياسية وظروف أيديولوجية أكثر مما هو أدب إنساني واجتماعي عام"، فقد حفلت تلك السنوات بنماذج رائعة من الأدب الإنساني الذي لا يتكرر. وأغلب الظن أن طبيعة الحوار التلفزيوني قد تجر الناقد من فكرة إلى أخرى، ومن خاطر إلى آخر، من غير أن يستكمل توضيح فكرة سابقة، لكنها في كل الأحوال كانت فرصة طيبة أتاحها برنامج" أطياف " لحوار ممتع استعدنا معه الاهتمام بفن القصة القصيرة والقاء الضوء على قضاياها وهي كثيرة.