مصراوي 24
كيفية مشاهدة مباراة الأهلي وإلتشي اليوم ضمن معسكر إسبانيا موعد مباراة الأهلي وإلتشي الإسباني اليوم ضمن معسكر الراقي القنوات الناقلة لمباراة فلامنجو ضد مينيرو اليوم مع الموعد والتشكيل في بطولة كأس البرازيل القنوات الناقلة لمباراة الأهلي ضد إلتشي الودية اليوم مع الموعد جمال عبدالحميد لـ”الصباح العربي”: الأهلي خسر مكانه لبيراميدز.. ومصطفى محمد لو مبقاش خليفتي مش هيخسر حاجة طارق رضوان لـ الصباح العربي: الزمالك يسير في الطريق الصحيح.. وجون إدوارد مكسب ولا يبحث عن ”الشو”.. وهذه رسالتي للإدارة والجماهير عاجل| القبض على أم مكة البلوجر .. ما علاقة مروة بنت حسني مبارك؟ نتيجة مباراة الزمالك وغزل المحلة: فوز الفارس الأبيض على زعيم الفلاحين بهدفين مقابل هدف وحيد أول تصريح من محمد عدلان بعد الانضمام ليد الزمالك: حققت حلمي وسأقاتل من أجل البطولات لمكافحة المعلومات المضللة.... منصة التيك توك تتيح ميزة Footnotes تارا عماد لـ الصباح العربي| مسلسل”كتالوج” علمني أواجه وجعي و”درويش” مغامرة خارج التوقعات نقابة السينمائيين تُعلن وفاة المنتج صلاح شميس في بيان رسمي وتحدد مكان العزاء
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
السبت 2 أغسطس 2025 10:55 صـ 8 صفر 1447 هـ

أحمد الخميسي يكتب: لاعبون بالأقدام .. ومبدعون بالأقلام

يبدو أن الحياة قادرة على إدهاش الانسان مهما تقدم به العمر. هذا ما حدث عندما قرأت أن المسئولين في النادي الأهلي يتفاوضون مع أحد نوادي الكرة القطرية على بيع لاعب مصري لقطر بأربعة مليون دولار، أي بنحو 130 مليون جنيه. خطر لي أن أدباء مصر ومفكريها جميعا لم يتلقوا معا ومجتمعين، مثل ذلك المبلغ مقابل عملهم الأدبي والفكري، منذ نهضة الحركة الثقافية في عشرينيات القرن الماضي وإلى يومنا، أي على مدى مئة عام. ويمكن أن نحسب مصاريف توفيق الحكيم في حياته ومصاريف يحيي حقي والمازني وطه حسين والفريد فرج ويوسف ادريس وغيرهم، والمؤكد أنها لن تصل مجتمعة إلى ربع الرقم الذي حصل عليه لاعب كرة قدم في دقائق. هناك فرق مهول بين الذين يبذلون عصارة أقدامهم وبين الذين يبذلون عصارة فكرهم. وعندما توفي عباس العقاد عام 1964، لم يجدوا لديه سوى خمسة وعشرين قرشا ورقية تحت وسادته بعد أن ترك نحو مئة كتاب وأكثر من 15 ألف مقال! والسبب الحقيقي في تلك الفوارق الضخمة هو قوانين السوق، ذلك أن السوق يغدق على من يشتغلون في الأنشطة التجارية الرائجة شعبيا القادرة على حصد الأموال، وبداهة فإن مباريات كرة القدم تحصد الملايين بحكم أعداد من يحضرونها ومن يشاهدونها وأسعار البطاقات، وعائد البث التلفزيوني، ولأنها علاوة على كل ذلك ترفع أرباح الفنادق والمطاعم وخدمات أخرى حيث تجري. لكن أي ربح كان يمكن أن يجنيه كتاب طه حسين " في الشعر الجاهلي" عام 1926؟ أو رواية بهاء طاهر" خالتي صفية والدير" عام 1991؟ لا شيء ما عدا المتاعب مقترنة أحيانا بملاحقة السلطات، ذلك أن الأدب سلعة غير رائجة في السوق، الاقبال عليها ضئيل جدا، عكس الرياضة التي يدفع الملايين لأجل حضورها الكثير، لأنها تخاطب في الناس شيئا أصيلا خلق معهم وهو حب اللعب دفعا لأعباء الحياة. ولا يمكن للثقافة أن تكون نشاطا جماهيريا جذابا إلا في مناخ يقدس الثقافة وينشرها بين الناس منذ الصغر، في التعليم، والتلفزيون، والصحف، بحيث يستطيع أصحاب الأقلام أن يحصلوا على بعض مما يحصل عليه أصحاب الأقدام، حين تصبح الثقافة سلعة رائجة، وليس مجرد بضاعة صغيرة من نخبة كتاب قليلين الى نخبة أقل من القراء. من ناحية أخرى فإن الأجور الخيالية التي يحصل عليها اللاعبون والمدربون تجعل الشبان ينظرون إلي اللاعبين بصفتهم نموذج النجاح المادي والمعنوي الذي ينبغي أن يتتبعوا خطواته. وبطبيعة الحال فلا أحد ضد الرياضة ولا ضد إشباع الميول الجماهيرية للعب والاسترخاء وفورات حماسة تشجيع الفرق الرياضية، لكن إلى جانب ذلك يجب أن نشق الطريق لكي يصبح أصحاب الأقلام أيضا قدوة يتطلع إليها الشبان. ومنذ زمن كتب توفيق الحكيم يقول" انتقلنا من عصر الأقلام إلى عصر الأقدام"، وقد آن الأوان لكي نوازن ما بين الهموم الفكرية والهموم الجماهيرية، بحيث لا تدهشنا الحياة بأن ثمن أحد اللاعبين يصل الى أربعة ملايين دولار، بينما عاش معظم الأدباء في ضائقة مست أهم مستلزمات حياتهم، حتى أن شاعرا مثل عبد الحميد الديب كان يسكن حجرة في باب اللوق ولم يكن قادرا على دفع ايجارها وهو ثمانون قرشا، فكتب يقول: " ثمانون قرشا أهلكتني كأنها .. ثمانون ذنبا في سجل عذابي"، وكتب يصف حالته على العموم: " هام بي الأسى والبؤس حتى .. كأني عبلة والبؤس عنتر " !