مصراوي 24
اكتشف أبرز الخدمات الرقمية الجديدة في السعودية خلال 2025: ثورة تقنية تغير حياتك اليومية ماذا قدم الدوري السعودي للمحترفين للاعبين الشباب؟ فرص ذهبية لبناء نجوم المستقبل كيف تؤثر قرارات الفائدة العالمية على القروض والأسعار في العالم العربي: التغييرات الكبرى بعد خفض الفيدرالي 2025 بعد تدهور صحتها والضرب المبرح: مطالبات فورية بالإفراج عن نرجس محمدي حائزة نوبل للسلام.. ولجنة نوبل تستنكر الاعتقال لن تصدق.. ما هو سبب طلاق حسام الحسيني ونانسي بيرو؟ تعليق الدراسة غداً الثلاثاء 16 ديسمبر في شمال سيناء بسبب سوء الأحوال الجوية خالد الزعاق يوثق جريان السيول 2025 بفيديو مثير من قلب الحدث: شاهد اللحظات المذهلة بسبب غزارة الأمطار.. جامعة الملك سعود للعلوم الصحية تعلق الدراسة الحضورية وتحولها إلى ”أونلاين” في الرياض والأحساء أقوى تردد على نايل سات لاستقبال أكبر عدد من القنوات بسهولة وجودة عالية hd أفلام رعب وأكشن جديدة.. تردد قناة موفيز أفلام الجديدة على النايل سات 2025 لا تفوت المشاهدة.. تردد قناة ماجستيك دراما 2025 الجديد نايل سات بإشارة عالية لمشاهدة أقوى الأفلام العربية.. تردد قناة hebeshah الجديد 2025 نايل سات بأعلى جودة HD
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 05:35 صـ 26 جمادى آخر 1447 هـ

أحمد الخميسي يكتب: من أحلام السعادة إلى وقائع الإبادة

قطعت البشرية شوطا طويلا من أحلامها بالسعادة لتفيق على وقائع الإبادة، وقد سجل أفلاطون ذات يوم حلم البشرية بمدينة فاضلة يحكمها الفلاسفة وتنتفي فيها الجرائم والملكية الخاصة، السعادة فيها حق للجميع من دون تمييز. لكن البشرية بعد ألفي وخمسمئة عام من ذلك الحلم مضت عكس ذلك كله، نحو جرائم أكبر، قاصدة غزة، حيث جرت وتجري على قدم وساق عملية ابادة جماعية راح فيها مئة ألف انسان تحت ركام الأماني المنهارة بعالم سعيد ومدينة " مثالية" للحق والعدالة. ولم يكن للتفاؤل بأحلام أفلاطون ومدينته الفاضلة " يوتوبيا" أن يستمر طويلا، فظهرت في مطلع القرن العشرين روايات مضادة " ديستوبيا " عن مدن الواقع المرير القاسية التي تتحكم فيها أقلية لا ترحم أحدا. والشائع بذلك الصدد أن رواية الدوس هكسلي " عالم جديد شجاع" كانت الأولى من نوعها في روايات المدن المضادة، لكن ذلك غير دقيق، فقد ظهرت رواية هكسلي عام 1930، لكن كانت قد سبقتها إلى الظهور عام 1920 رواية الكاتب الروسي يفجيني زمياتين " نحن " التي بلغ فيها النظام الشمولي قسوة أن يكون لكل فرد رقم بدلا من الإسم، ثم ظهرت رواية " العالم 1984" تأليف جورج أوريل عام 1949. وفي الروايات الثلاث سنجد ذلك الحس العميق بالتشاؤم من تطور البشرية إلى الأفضل.وحين نشرت رواية " نحن" لاقت هجوما رسميا عنيفا، وفي حينه رد زامياتين على الهجوم عليه بقوله: " لم يجد النقاد في الرواية أكثر من هجاء سياسي، بينما الرواية نذيرٌ بالخطر الذي يتهدد الإنسان والإنسانية بسبب السلطة المتزايدة المتضخمة للآلة وللدولة". وكان ذلك الخطر بعد عشر سنوات هو موضوع رواية هكسلي " عالم جديد شجاع " التي صور فيها العالم وقد سقط في قبضة نظام فاشي شمولي، قسم البشر إلى فئات بواسطة التحكم في الاجنة والمواليد، فهناك فئة العمال الذين يتم اعدادهم للعمل العضلي، ليكونوا بلا عقل، ثم الى فئات بشرية أرقى قليلا للأعمال المتوسطة وصولا الى " الفا" وهي ارقى فئة ذهنيا، وخلال ذلك نعرف ان البشرية في ظل ذلك النظام قد تخلت عن الدين والآداب والفنون وكل ما من شأنه أن يثير العاطفة والقلق والتفكير. أما جورج أوريل فإن أحداث روايته تقع في إحدى مقاطعات بريطانيا العظمى، في عالم لا تنتهي فيه الحروب تحت نير حكم يدعي أنه " اشتراكية انجليزية"، يقف على قمته الأخ الأكبر الذي يجسد طغيان الدولة والعالم. وفي النماذج الثلاثة الأشهر من روايات " ديستوبيا " ( المدينة البغيضة " نرى بوضوح انهيار الحلم البشري الأول بعالم مثالي عادل وآمن. وبالرغم من سقوط الحلم بأقوى صورة في مطلع القرن العشرين، وبرغم الحربين العالميتين، إلا أن أحدا لم يكن ليتخيل أن يمضى الانهيار بهذه الخطوات الواسعة من مدينة مثالية إلى مدينة غزة، ومن الحلم بحياة رخية للبشر إلى الابادة الجماعية التي كان معظم ضحاياها من النساء والأطفال.