مصراوي 24
مسلسلات درامية سورية وعربية.. تردد قناة لنا سورية الجديد 2025 على النايل سات هل مذاع ؟ موعد مباراة النصر ضد الفتح الودية قبل استئناف دوري روشن لا تفوت المتعة.. ترددات 5 قنوات رعب أجنبي تعود للنايل سات من جديد في 2026 لمتابعة أحدث أفلام الإثارة محتوى متنوع بجودة عالية.. تردد باقة قنوات دريم على القمر الصناعي نايل سات 2026 إمكانيات متطورة وتقنيات جديدة.. سعر ومواصفات سيارة سيات أرونا 2026 في مصر صدمة لجماهير المرينجي.. الاتحاد الإسباني يمنع مشاركة نجم ريال مدريد ضد تالافيرا في كأس ملك إسبانيا.. ما القصة؟ تلميح صريح بعودته.. رئيس باير ليفركوزن يفتح النار على ريال مدريد بسبب ألونسو.. ماذا قال؟ لمتابعة أقوى الأعمال الدرامية.. تردد قناة الحياة مسلسلات على القمر الصناعي نايل سات 2025 بنيامين نتنياهو يقتحم ساحة حائط البراق في القدس لهذا السبب ما حقيقة بث مباريات المنتخبات العربية في أمم إفريقيا مجانًا على بي إن سبورتس المفتوحة؟ إليك تردد القنوات الناقلة دون تشفير عودة الفارس.. موعد مباراة الزمالك القادمة ضد حرس الحدود في كأس الرابطة 2025 أرقام خيالية.. الجوائز المالية لكأس الأمم الأفريقية 2025 بالمغرب تشعل المنافسة بين المنتخبات
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 02:37 مـ 26 جمادى آخر 1447 هـ

أحمد الخميسي يكتب: نـقـر الـعـصـافـيـر

كانت العصافير تحوم كل صباح مجتمعة في غيمة ترفرف أطرافها بعشرات الأجنحة الصغيرة تصطفق في الهواء. لم أكن أسمع صوت الرفيف وأنا داخل الزنزانة لكني كنت اتخيل ذلك الصوت الدقيق العذب، وأكاد أسمعه في داخلي، وما تلبث الغيمة أن تهبط إلى قضبان الكوة العالية بجدار الزنزانة، وتبدأ بنقر القضبان نقرات متتالية وهي تعلو وتهبط، وأنا واقف داخل الزنزانة المحكمة البناء، لا أسمع الزقزقة ولا النقرات الخفيفة، لكن أصواتها تنبعث من داخلي وأنا أتطلع إلى الكوة العالية. وفي تلك اللحظات أشعر بغرابة أن يكون الانسان مسجونا، ينصت من داخله إلى نقر غيمة العصافير التي ما تلبث أن تحلق عالية وتختفي، فلا يبقى طوال النهار سوى الصمت، صمت ممتد غريب وثقيل، يخيم على الرمال الصفراء التي تطوق الزنازين، صمت أقرب ما يكون إلى كائن ضخم من غبار وأتربة يدب ببطء ويصلني وقع خطواته وهو يجرجر قدميه الثقيلتين، وهو يغمغم بشيء مبهم، مرعب، يتمطى بلا نهاية.

مابين غيمة٠العصافير في الصباح وحتى الليل، لا يبقى في الصمت سوى أن أقطع أرض الزنزانة ثلاث خطوات حتى بابها وثلاث خطوات رجوعا وأنا أكلم نفسي بلا هدف، وأدوس بقدمي على عمري ذهابا وإيابا قاتلا وقتيلا. في أيام الحبس الأولى شغلتني مراقبة العصافير باهتمام وأمل، وفي صميم روحي وبدني ظن أن غيمة الطير ستنقل إلي رسالة من العالم الواقع خلف الأسوار، وأنها ستحمل في منقارها كلمة موجهة إلي، أو شعورا، أو لهفة إنسان من الحياة التي لا أراها، لكن العصافير كانت تهبط كل صباح غيمة مرفرفة، تحط أولا على الرمال وتنقر الأرض بحثا عن قوت، ثم تحلق مرتفعة وتقترب من كوة الزنزانة، وتبدأ في نقر القضبان، وما تلبث أن تعلو وتختفي، فيشرع الصمت في مشيته البطيئة مثل حيوان أسطوري وهو يخور بحنك مفتوح ليلتهم كل شيء. وطوت السنون عاما بعد عام كل ذلك: الأبواب الحديدية المغلقة، خطوات الحرس، الصحف الممنوعة، والزيارات، وشوق الأحبة والأهل، الأرق الليلي، الانتفاضة مع صوت اصطفاق الأبواب المفاجئ، الرسائل التي كتبها الخيال ولم يرها الورق، طوت السنوات كل شيء، وغمرته بأيامها ماعدا دبيب الصمت في الرمال، وغيمة العصافير التي صارت الآن تهبط من وقت لآخر على شباكي في بيتي، ترفرف بعشرات الأجنحة الصغيرة، تذكرني بشيء لا أذكره، تسألني عن شيء لم أعرفه، وتختفي عدة أيام ثم تعاود الظهور، تنقر شباكي وتحدق بي لعلني أتذكر ما لا أتذكره، وأدرك ما لم أدركه عندما كانت العصافير تنقر القضبان.