مصراوي 24
أغنية ”كتاب مفتوح”.. مصطفى كامل يطرح ثاني مفاجآت ألبومه الجديد اتهام رسمي يحذف أغنية ”أحبك” لحسين الجسمي من يوتيوب (تفاصيل) الصين تربك صفقة انتقال رونالدو وتُقلص حظوظ الأهلي في ضمه الأهلي يُنهي مشوار ميشيل يانكون ويكشف ملامح الجهاز الفني الجديد بقيادة ريبيرو استعدادات الأخضر.. رينارد يستدعي سالم النجدي لمعسكر منتخب السعودية استعدادًا لمواجهتي البحرين وأستراليا باريس سان جيرمان يقترب من خطف ميسي الجديد تحت أعين ريال مدريد عبد الصمد الزلزولي يلمع في نهائي المؤتمر الأوروبي ويشعل حسابات برشلونة المالية رسميًا.. الأهلي يُعلن التعاقد مع خوسيه ريبييرو لمدة عامين التفاصيل الكاملة بخصوص تعيين المعلمين بعد انتهاء اجتماع مجلس النواب اليوم تفاصيل جديدة في العلاقة بين نوال الدحوي وحفيدها أحمد قبل مقتله أسود الرافدين في معسكر مغلق.. موعد مباراة العراق والصين الودية والقنوات الناقلة اكتشاف جديد لا تعترف به الحكومة التركية.... استنشاق خلايا النحل فيه شفاء من الأمراض
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الإثنين 16 يونيو 2025 02:00 مـ 20 ذو الحجة 1446 هـ

أحمد الخميسي يكتب: مــواهــب لــلــبــيـــع

جنبا إلى جنب مع الإعلانات عن بيع المكانس الكهربائية، وأدوات المطبخ، أصبح من المألوف أن تجد إعلانا عن مواهب للبيع، موهبة الكتابة الأدبية، أو العلمية، أو الصحفية، أو حتى السينمائية، كل هذا موجود، ولكل شيء سعره. فإذا أردت أن تصبح أديبا فلا تزعج نفسك بالسؤال : هل أنا موهوب؟ تقدم واشتر بفلوسك ما يعن لك من روايات وقصص أو أبحاث علمية. ولتقرأ معي على سبيل المثال هذا الاعلان على وسائل التواصل - أنقله إليك بنصه تقريبا – عن خدمة " الكاتب المساعد" الذي يبدأ بمخاطبتك: " إذا كانت لديك خبرات عديدة وقصص نجاح وأفكار قيمة وتتمنى جمعها في كتاب ينشر باسمك لكنك لا تدري من أين تبدأ، أو أن وقتك ضيق، فإننا سوف نساعدك بأفضل الأسعار ليكون لديك هذا الكتاب بفضل خدمة تحرير وإعادة صياغة المحتوى، وخدمة الكاتب المساعد"، إلى آخره. هكذا يمكنك أن تكون كاتبا حتى لو لم يتسع وقتك لتكون كاتبا، المهم أن تدفع المبلغ المطلوب. أما إذا أضناك شوق لأن تصبح صحفيا مرموقا فإن هناك إعلانا بهذا الشأن : " نحن نقدم لك خدمة كتابة المقالات بأسعار تناسب الجميع، والتسليم خلال يوم واحد، وتكلفة المقال 250 جنيه فقط ، وإذا حجزت أكثر من خمس مقالات تصبح تكلفة المقال 150 جنيها فقط. اتصل بنا قبل انتهاء العرض لتحقق حلمك". هناك إعلانات أخرى عن كتابة السيناريو والتمثيليات جاء فيها أنها : " بأفضل جودة وأنسب سعر". في مجال العلوم ستقرأ إعلانات عن كتابة المقالات الطبية، ومحاضرات الطلاب باللغتين العربية والانجليزية، " وللاستعلام اكتب لنا على الخاص". واعلانات عن تحضير رسائل الدكتوراه والماجستير في أي وكل مجال. هكذا شيئا فشيئا نجد أن لدينا من يبيعون لك الموهبة التي تفتقدها، والتألق الاجتماعي، ولقب صحفي، أو أديب، أو سيناريست، إذا كنت مشغولا بشيء آخر ولديك فلوس تكفي لشراء الموهبة. ولن أستغرب إذا ظهرت قريبا لوحات بأخبار أسعار المواهب، أو أن نقرأ:" أسعار الموهبة اليوم بالمصنعية "! وأسفل ذلك العنوان : " تراجعت اليوم أسعار الموهبة الأدبية بنحو عشرين جنيها بينما استقر سعر الموهبة الصحفية كما كان أمس". ومن كل ذلك الذي لم يكن أحد ليتخيله تنشأ فئة واسعة الانتشار تطفو على سطح الحياة الثقافية والعلمية، وقد تنفذ إلى مراكز التأثير بكل ما تحمله من كذب وخداع، وتزيح جانبا الموهوبين الحقيقيين الذين أرقهم الشوق إلى التعبير وأنهكهم البحث عن مغزى الأدب ودور العلم والفن. أصبحنا نقرأ بكثرة عن مواهب للبيع، مثلما نقرأ عن مكانس كهربائية للبيع، لكن الموهبة التي هي جماع القلب والذاكرة والرؤى الشخصية والموضوعية والأحلام والأحزان، هذه الموهبة لا يمكن شراؤها، كما لا يمكن شراء لون العين، أو عدد خفقات القلب، أو طريقة النظر إلى السماء. ولا يشتري موهبة إلا شخص مفلس، لم تشغله الموهبة قط لحظة ، لكن معه فلوس، وكل ما يريده أن يكون متألقا، وأن يظهر اسمه في الصحف وأن يسعد حين تقول عنه زوجته لصديقاتها :" أصل أنا جوزي مؤلف.. كان الله في عونه ".